Thursday, April 26, 2007

موازين القوة


أقف على الكورنيش و لا يشغلنى الا الهروب من تيارات الهواء البارد مع المحافظة على رؤية واضحة للسيارات القادمة على طريق الكورنيش ...لم تكن فكرة التى شيرت (النصف مكممة) جيدة على الاطلاق , فالاسكندرية مولعة بالتمرد على ما كل ما يقال فى النشرة الجوية ... يتأخر صديقى ... و تزداد حالة التجمد
لسبب ما تقف بجوارى امرأة و طفل يمسك ببندقية لعبة يصوبها للمارة , بنظرة واحد أخمن ان الطفل لايحتاج ان يستخدم اكثر من يدة اليمنى عندما يسأله احدهم عن سنة , و انا لن أفعل فبالتأكيد لن يأخر صديقى الى هذا الحد
يفرغ الطفل من الطلاق النار على المارة و يقرر فجأة ان يصوب بندقيتة الي !! ... يصوبها بتحد ثم يضغط زنادها البلاستيكى فتخرج اصوات مسجلة لمعركة سينمائية كاملة (مدافع , مسدسات , قنابل... و اشياء اخرى ) ... يستمر فى الضغط بنظرة باردة خالية من اى متعة توفرها له اللعبة كما لو انه يقصد فعلا ان يقتلنى ... و يستمر الصوت ... اتمنى ان تفرغ البطاريات , لكنها لم تفعل ... او ان هذة اللعبة اكثر تطورا من العابنا القديمة و تعمل بتكنولوجيا ال RTYH 4152 مثلا او شئ من هذا الهراء
ارمقة بنظرة حادة لكنه لا يكل و لا يحول نظرتة المستفزة عنى ... حاولت ان اتجاهل الموقف لكنه صعب ... فانا تحت امطار من الرصاص و القنابل و المدافع الرشاشة ...و .... انتظر !!! ... ماذا تفعل اصوات السيوف داخل هذة المعمعة النارية !!! ... اين المنطقية يا صناع الالعاب ؟! .. الولد يحمل بندقية !!! ....
بدأت اعصابى تجهد من هذه الحرب التى تشن ضدى على قارعة الطريق ... و بدأت احرج من المارة فى الشارع و هم يشاهدوننى اقف مكتوف الايدى امام هذا الظلم الواقع على
قررت ان ارد الهجوم و صنعت من يدى شكل المسدس الطفولى الشهير و صوبتة للولد ...و اطلقت صوت مبحوح منخفض حتى يصل للطفل فقط و ليس لامة .... طاااخ
لا يتأثر الطفل و يستمر فى اطلاق لعبتة السخيفة
اكرر المحاولة ... طاااخ .... لا يهتم ...
لا يحرك يدة بعيدا عن زر اطلاق الاصوات المزعج
اطلق ثانيا ... طاخ ...
ثم اقول : قتلتك ... (ثم ضحكة سمجة : هيهيهيي)
- لا
- ايوة قتلتك ... طاخ
- لا
- طاخ ... طاخ ... طاخ ... قتلتاااااااااااااااك ( على وزن لا لا لاااالاااا... الشهيرة)
- لاء ... لاء ... لاء (ينفعل الطفل)

يترك الزناد لاول مرة و يمسك البندقية بما يشبة الشومة ... لم اكن متأكد من نواياه حتى هذة اللحظة ... يرفعها فى الهواء ... و ينزل بها تماما على النظارة ... يجيد هذا الطفل اختيار نقط الضعف ...
اتجنب الضربة ...
هو لازال يطلق صيحات الحرب : لاء ... لاء ....
و يستعد لتسديد الضربة الثانية ... يرفع البندقية فى الهواء ...اتلقفها انا ... تقبع الان ترسانتة الحربية كلها بكفى ... فيبدأ باصدار ذلك الصوت الشبية بصافرة الانذار ... تلتقت امة ... نعم !!! .. اين كانت طوال المعركة؟!!! ...
ترمقة الام بنظرة و تصرخ : ولد !!!
و لاننى لم اكن واثقا تماما من منا كانت تقصدة بالكلمة فقد تركت طرف البندقية من يدى فى الحال
جذب الطفل بندقيتة ثم جذبتة امة من يدة و ابتعدوا

رجعت انا لوقفتى الوقورة دون ان اعير ادنى اهتمام لذلك الشخص الجالس على المقهى يبتسم و يحكى لاصدقائة عن موقف طريف شاهدة للتو فى الشارع ...
ثم سرحت كعادتى فى بعض الافكار المتعلقة بسياسة الشرق الاوسط و موازين القوة فى المنطقة


Labels:

Posted by S H E B A K at 4:53 PM



10 Comments

  1. Anonymous Anonymous posted at 5:38 PM  
    7elwa allah yefda7ak
  2. Blogger السلحفاة تطير posted at 7:13 PM  
    معلهش .. تعيش وتأخد غيرها

    بس أنت عامل زي بجد .. أنا بقلق قوى من هزار العيال الصغيرة ... ههههه
  3. Anonymous Anonymous posted at 10:08 PM  
    أبو الشبابيك
    أزيك
    أولا مبسوطة أنك مبسوط زي ما بتقول في البوست اللي فات ، ثانيا روحك حلوة وخفيفية أوى ازاي قدرت تغلب كل الجيش ده بصوابعك بس :)، أنا متابعة شغلك في مدونة كيس فشار كمان وبتابعك هنا بس دي أول مرة أعلق
    :)
    قطقوطة
  4. Blogger wmn posted at 2:49 AM  
    و العيال اللي بتقعد تنط فوق كتاف امها عشان تبصلك و تقعد تخبط وشك بايدها في الميكروباص ، او يصرخو بعلو صوتهم في ودنك انت بالذات .. الاطفال كائنات مزعجة جدا ، و انا ساعات بكره نفسي لما افتكر اني كنت طفل في يوم من الايام ..
    مرة واد اتصل بيا و قعد مدوخني مش فاهم منو هو مين و ﻻ عايز مين - كنت خايف اقل ادبي و اقفل ليطلع قريبنا و انا معرفوش - و في الاخر ادي السماعة لامه اللي افتكرت ان انا اللي متصل بعاكس و شتمتني بنت الكلب قبل ما تقفل .. من يومها و انا بتعقد من الاطفال و بكرههم ، و بكره اي شخص يتصل و تكون اول كلماته بدل الو او فلان موجود هي : مين معايا !

    عيال وﻻد وسخة !
  5. Blogger Solo posted at 3:17 PM  
    المشكلة إنى متخيلك أوى فى الموقف دا ... لووول .. تعيش و تاخد غيرها يا بو شباك , عيال بنت وسخة فعلاً

    أكيد سمعت عن الراجل اللى قعد فى الترام الزرقا جمب ست راكبة مع ابنها البضين , و الواد فضل يتشاقى و يطلع دين أمه و دين الراجل و دين الركاب لغاية ما أدركت الأم فـ الآخر فشلها التام إنها تسكته و اضطرت تطلب من صاحبنا بحسن نية انه يتبرع بنفسه و يسكت الواد .. و كان صاحبنا جاهز , و قاله بمنتهى التلقائية و الغل اللى فـ الدنيا "ما تسكت بقى يا بن الشرموطة"
  6. Blogger محمود عزت posted at 1:45 PM  
    حلوة !
  7. Blogger Prozaaak posted at 5:23 PM  
    انا وصديق ليه فى فترة معينة من حياتنا بطلنا نبقى فى وش المدفع وقررنا نبقى المدفع نفسه !!

    كنا بنمشى فى الشارع محملين باسلحة وهمية فتاكة ... كنا داميا تمشى ونقتل بكل سلاح وهمى فى حوزتنا كل وضع مش عاجبنا او واحد بيصنع وضع مش عاجبنا

    وانا مش بتكلم بشكل مجازى بس احنا كنا فعلا ممكن نمسك بندقية وهمية ونشن بيها على حد ونمثل اننا بنضربه

    فى لحظة اكتشفت ان احسن كتير من انى انجرف فى لحظة بريئة مع طفل افقد فيها كل الوقار والاصطناع اللابد على وششنا ... قررت انى ابقى الطفل نفسه

    بس طبعا شويه بشويه انتهت الفترة ... ووشى تخشب وتلاستك وتحجر كما كان ... واكتشف ان كونى انسخط طفل تانى ده برضه نوع من الاصطناع

    فى الاخر فكرت ازاى هنام عشان اصحى بكره .... مقدرتش ابدا اقنع نفسى بالتفكير فى سياسات الشرق الاوسط
  8. Blogger Prozaaak posted at 4:44 PM  
    عابرة بس مهمة
    هو مستوى الحوار بجد انحط كده ليه ؟؟؟
    انا مش فاهم حاجه هو مش المفروض ان هنا تجميعة مثقفين مصر والشباب اللى عايز يلاقى فرجة يعبر بيها عن نفسه ؟؟؟
    هو ده التعبير؟ مصيبه ليكون هو ده التعبير !!!
    بصراحة انا حاسس بالغثيان

    بلغ بيجن احتجاجى الرسمى على ضم القدس
  9. Anonymous Anonymous posted at 11:56 AM  
    one of the best u wrote shebak, ahnik 3ala elmostawa, dark comedy...

    "we r still at the darkages, the darkages havent ended yet."
    kurt vonnegut
  10. Anonymous Anonymous posted at 11:59 AM  
    i forgot to say that im basimaa.

Post a Comment

« Home